الشيطان وقع اسيرهاروايات رومانسيه

رواية الشيطان وقع اسيرها الفصل العاشر

الفصل العاشر(سأكون جحيمك)
تخبرني أنك شيطا.ن…..حسناً أنا خصم لا يُستهان به …سأكون الجزء الاسوأ في حياتك ….سأكون جحيمك !فأهلاً بك في الجحيم عزيزي.
جواهر رشوان
……………
كان الحفل بسيط للغاية ….يكاد يكون بلا مدعويين فقط الخدم وبعض أصدقاء شريف واثنين من طرف عدي ..وعدي وهي …..يبدو ان عدي وشريف لا يرغبان بإذنتشار خبر الزواج بشكل واسع …
كان وجهها جامد وهي تنظر لما حولها بدون مبالاة …لا مظاهر الاحتفال تسعدها ولا الاهتمام بها من حولها يعجبها …هي متبلدة المشاعر تماما …تشعر انها فارغة من الداخل وكأنها عروس ماريوت يتم تحريكها بواسطتهم ولكن لا …هي لن تبقي لعبة بين أيديهم …هم يبحثان عن مصلحتهما وهي أيضا سوف تهتم بمصلحتها أولا …ستستغل عدي رشيد جيدا …ستحـ طمه …
– ايه يا عروسة لابسة الوش الخشب كده ليه ..هيفتكروكي مغصوبة علي الجوازة ..
قالها عدي بإبتسامة ماكرة وهو يضع كفه علي ظهرها ليتيبس جسدها تحت كفه …عضت شفتيها بقوة وهي تحاول السيطرة علي غضبها والسيطرة أيضا علي الرد اللاذع الذي كان سيخرج من بين شفتيها …أكمل هو بإستفزاز:
-ابتسمي كده لازم الناس تعرف أنك.مبسوطة بالجوازة دي …
نظرت إليه ببرود وقالت:
-يعني أكدب مثلا !!أنا فعلا مش مبسوطة ومجبورة على الجوازة دي بس حضرتك اختارت تكمل …
ابتسم ملء فمه وهمس في أذنها بطريقة حميمية:
-مش مشكلة …أنا واثق ان الليلة هقدر أغير رأيك تماما …
شعرت بالغثيان من معنى كلماته …الحقير يظن انه سيلمسها …لا أبدا هذا لن يحدث …هو لن يلمس شعرة من رأسها حتي ….ستكـ سر يديه قبل أن يفعلها…
ضغطت علي كفيها بقوة وهي تجد ذراعه التف حول خصرها وقربها منه حتي التصقت به …حاولت الإبتعاد عنه قدر المستطاع ولكنه لم يسمح لها …كان يشدها إليه بقوة أ.لمتها …حاربت تصاعد الدموع لعينيها وقالت بنبرة منفعلة:
-ممكن تبعد شوية ؟!!مش عارفة أتنفس …
-لازم نبان أننا زي السمنة علي العسل عشان خاطر أبوكي علي الأقل يا بيري …
أغمضت عينيها بعصبية …هي لا تهتم بشريف أبدا …ليته يُسـ جن او يذهب الي الجـ حيم حتي ..هو السبب في تلك الورطة التي تورطتها …
….
كان شريف ينظر الى عدي وجواهر وداخله مرتاح …الآن يستطيع أن يطلب من عدي الشيكات وينتهي من هذا الأمر تماما …بخطوات واثقة اتجه الى عدي وقال:
-معلش يا عدي يا بني عايزك ..
هز عدي رأسه ثم قبل جواهر علي وجنتها وقال:
-شوية وجايلك يا مهلبية …
ثم ذهب مع شريف …
مسحت جواهر وجنتها بقر.ف وقالت:
-مهلبية في عينيك ياللي متربتش …روح يا أخي الهي تو.لع أنت وشريف في يوم واحد وأخلص منكم…الهي ما تشوفوا يوم عدل يا أحـ قر خلق الله .
ثم بدأت تنظر للحفل بنفس جمودها وهي تدعك.وجنتها ما بين الفينة والآخري …
……
-ها يا شريف بيه جايبني مكتبك ليه ؟!خير فيه حاجة ؟!
قالها عدي وهو يجلس علي المقعد واضعاً ساق علي ساق بينما يبتسم بطريقة خبيـ ثة…
ابتلع شريف ريقه وقال:
-أنت وعدتني هتديني الشيكات …
_أخ …صح نسيت ..
قالها بتصنع وهو يضرب رأسه ثم نهض وقال:
-عندك.حق يا شريف بيه أنت وفيت بوعدك وانا لازم أوفي بوعدي ليك …
ثم اخرج من جيبه ورقتين وأعطاهما لشريف …عقد شريف حاجبيه بحيرة وقال:
-بس أنا مضيت علي أربع شيكات …مش اتنين يا عدي
ابتسم عدي وقال:
-والله يا شريف بيه أنا شايف ان الأفضل أديك نص الشيكات دلوقتي وبعد ما بنت حضرتك تجيبلي الوريث اللي أنا عايزة…
-بس ده مكانش اتفاقنا …
هز عدي كتفه وقال :
-اعتبرني يا سيدي برجع في كلامي …أنا مش غبـ ي يا شريف …هتقطع كل الشيكات لما يتحقق هدفي من الجواز …مش أنت اللي عرضت عليا بنتك أشرب بقا!!
…………….
-أتفضلي يا عروسة…
قالها عدي بسخرية وهو يفتح باب السيارة الفارهة لها …اتسعت عيني جواهر بصدمة وهي تري هذا القصر الكبير …حسنا هي لم تشاهد شيئا كهذا الا بالأفلام !!!..مد عدي كفه لها …ترددت في البداية ولكنها وضعت كفها في كفه وهو يسير بها نحو قصره …كانت تتطلع الي المكان وهي مشدوهة تماما …لم تصدق أنه يوجد شئ بهذا الجمال …لم تحلم من الأساس أن تتواجد بهذا المكان … شخص يمتلك هذا لماذا يريد الزواج بها مخصوص وإنجاب وريث ..هي حقا لا تفهمه …ربما لديه سبب آخر أو هو شخص مختل عقليا وهي ترجح الإحتمال الثاني اكثر …

ولجا للقصر لتنفلت من شفتيها شهقة لم تستطع منعها وهي تنظر إلي القصر الواسع …كل ما به كلاسيكي بطريقة محببة …الأريكة كإنها ملكية …والحيطان.يغطيها اللون الذهبي ..وفي منتصف صالة القصر كان هناك درج باللونين الأسود والذهبي ….كانت تنزل الدرج فتاة جميلة للغاية ترتدي منامة حريرية باللون الازرق بينما تمسك هاتفها المتصل بسماعة الأذن …
نزلت ليان باقي الأدراج بسرعة وقالت بصدمة :
-مين دي يا أبيه ؟!!
-دي مراتي يا لي لي …
-نعم !!!أتجوزتها امتي …وفين ومقولتش ليه و …
أوقفها بإشارة من يده وقال:
-بس ..بس كفاية أسئلة …سلمي عليها ورحبي بيها وبكرة أبقي أسألي لو سمحتي عشان دلوقتي هننام …
كادت ليان أن تصاب بالجنو.ن…حقا أخاها يتصرف بغرابة شديدة ؟!!ما الذي يقوله ..وما الذي يفعله …كيف تزوج ومتي …هي حقا لا تعرف …صحيح أن شقيقها يتصرف بغرابة أحيانا ولكنه تصرفه الآن اغرب شئ رأته منه …ربما غدا سوف يجلب طفل ويخبرها أنه أبنه .
نظرت ليان الي تلك المرأة وقالت:
-مبروك …أهلا بيكي في العيلة .
لم ترد عليها جواهر وهي تتجاوزها لتصعد الدرج توقفت قليلا ونظرت لعدي وقالت:
-فين الاوضة اللي هتخمد فيها …
-هتخمد؟!
قالتها ليان بصدمة ليقترب عدي من جواهر ويمسك كفها ويقول:
-يالا يا بيري يا حبيبتي هنطلع سوا …
ثم سحبها خلفها مرتقيا الأدراج ….
هزت ليان رأسها بصدمة وقالت:
-دي عندها نفس جينات جنا.ن عدي …
ضحكت وقالت:
-هى دي اللي هتنفع معاه!!
……
أمام غرفة عدي الكبيرة ..
-أتفضلي يا عروسة ..
قالها عدي بسخرية وهو ينظر إليها …وقفت جواهر بتردد امام الغرفة ليتشدق بسخرية اكبر ويقول:
-أيه يا عروسة عايزاني أشيلك ولا حاجة …أنا معنديش أي مانع ..
ثم بالفعل هم بحملها الا أنها دفعت كفه وقالت بفظاظة:
-ليه شايفني مشلولة ولا أيه …أنا هدخل بنفسي. .
ثم امسكت طرفي فستان الزفاف وولجت للغرفة…تألقت عينيه السوداء بخبـ.ث ثم ولج للغرفة هو أيضا وأغلق الباب جيدا …كانت توليه ظهرها بينما تتأمل الغرفة بذهول وإعجاب بينما امتدت يديه وخلع سترته وألقاها أرضا واتبعها بقميصه الاسود حتي أصبح عاري الجذع …
-هو مفيش …آه …
استدارت جواهر لتسأله ولكنه صرخت فجأة وهي تراه يتجرد من ملابسه …
-أنت…أنت بتخلع هدومك ليه ؟!.
قالتها بتلعثم وقد التهبت وجنتيها خجلا ليبتسم بسخرية ويده تمتد الي طوق خصره ويفكه قائلا وهو يقترب منها قائلا:
-أنتِ عندك خمسة وعشرين سنة استخدمي خمسة في المية من ذكاءك وفكري يا تري أنا ليه بقلع في الليلة دي بالذات؟! …
ثم اقترب منها بغتة وهو يجذبها إليه حتي التصقت به …اخذت تضر.به علي كتفه وتقول :
-أبعد يا بني آدم أنت والا والله هصرخ ..
-أصرخي!
قالها بتسلية وكفه تمتد الي شعرها الطويل لتقول فجأة بسرعة وهي تلهث:
-مينفعش النهاردة ..مينفعش عندي ظروف ..
ابتعد وصرخ عنها قائلا:
-نعم …ظروف ايه يا حبيبتي !!!
هزت كتفها ببرود وهي تقول :
-ظروف ..ظروف يا أخويا ايه عمرك ما درست أحياء …استخدم خمسة في المية من ذكاءك واعرف ايه هي الظروف !!
نظر إليها بغضب لتقول بإستفزاز وهي تغمز له:
-هتضطر تأجل محاولتك عشان أغير رأيي فيك لليلة تانية …تصبح علي خير يا بيبي ..
ابتعد وخرج غاضبا من الغرفة لتضحك هي بخبث وتقول:
-ولسه يا روح أمك ..ده أنا هجـ نن عيلتك كلها !!
…………….
في اليوم التالي …
متي استيقظ ؟!لا يعرف بالضبط ولكنه وجد نفسه يحدق بها بعمق وهو شارد ….
فتحت ورد عينيها لتجد عينيه مثبتة عليها …لم تعترف بالأمر من قبل لنفسها ولكنها تعشق حقا عينيه…تحب ان تنظر اليهما لفترات طويلة …تعشق تأملهما …هذا يبهجها …عينيه ببساطة تسحرها…تريحها …
رفعت كفها وأخذت تمرر كفها علي ذقنه غير الحليق وتقول:
–بعشق عينيك…لونهم حلو أووي …
امسك كفها وقبله وقال:
-وبتحبي أيه تاني غير عيوني ؟!
فكرت قليلا وقالت:
-بحب ملامحك كمان حلوة أووي…
-مش بتحبيني أنا ؟!
قالها فجأة لترتبك قليلا ويتجمد لسانها فلم تستطع ان ترد علي سؤاله …خيبة الأمل ارتفعت داخله ولكنه لم يرغب ان يظهر ان الأمر جر.حه وابتسم ببعض من البرود وقال:
-مش مهم كفاية تحبي عيوني …كتير بيحبوها …
تنهدت وهي تمسك كفه وتقول :
-وأنت بتحب أيه فيا ؟!
مط شفتيه وقال:
-بصراحة مش لاقي فيكي حاجة مميزة عشان أحبها …
أختفت الرقة من عينيها وكادت ان تنهض بغضب الا انه جذبها إليه وهو يضمها أقوي إليه ويقبل رأسها ضاحكا:
-ياااه عليكي بتتقمصي بسرعة أووي …أنا بهزر معاكي …
نظرت إليه وقد أحمر وجهها من الغضب وقالت:
-يبقي متهزرش تاني يا ياسين …صدقني دمك يلطش ومستواك في الكوميديا تحت السالب.
ابتسم لها وقال:
-ده مستوي كوميديا أنتِ متفهمهوش لانه أكبر من مستوي ذكاءك …المهندسين ليهم مستوي معين في الهزار عشان هما عادة بيكونوا الأذكي …
-أنا مش قادرة اصدق النر.جسية اللي عندك علي فكرة أنا كنت في كلية علوم يعني مش انت بس اللي تعبت في كليتك عشان تكون نر.جسي كده ومتكبر معايا وبعدين ايوة مستواك في الكوميديا هابط.خالص …ممكن تكون ذكي فعلا دراسيا وفي عملك لكن أنت عندك غبا.ء إجتماعي …
-غبا.ء إجتماعي !!
قالها وهو يرفع حاجبيه بدهشة..
ليرتفع صوتها قليلا وتقول:
-ايوة عندك غبا.ء إجتماعي …ومبتعرفش تتعامل كويس مع مراتك … يعني صاحيين ورايقيين وسمنة علي عسل مع بعض مش تكمل للأخر وتبقي إنسان طبيعي !!لا لازم ترمي دبش من بوقك …حاسة أنك لو معملتش كده ممكن يحصلك.حاجة لا قدر الله !!
ضحك ياسين وقال وهو يضمها أكثر :
-لو فضلنا رومانسيين كده وحياتنا كلها وردي هيبقي الموضوع ممل يا بيبي….أنا بضيف بهارات لحياتنا عشان متبقاش مملة …
-أنت مش بتضيف بهارات…أنت بتضيف تراب وطين لحياتنا يا حبيبي مش بهارات …خد بالك انت بتحط ايه لاحسن حياتنا تبو.ظ …
ابتسم لها وقال:
-طيب يا ستي هاخد بالي أنا بحط أيه ..بس المهم أنتِ سألتيني أنا بحب فيكي أيه أنا هقولك …بحب ضحكتك حلوة أووي …وبحب صوتك كمان..بحب وجودك في البيت …بحس ان وجودك ادي حياة للبيت …بحب تعاملك مع ياسمين وانك بتحبيها من غير شروط …بحب انسجامك معاها …بحب جدالك وبحب لسانك الطويل…
نظرت إليه مشدوهة …كانت عينيه الخضراء تحاصر عينيها البنية…امسك خصلة من شعرها وأخذ يتشممه ويقول:
-بحب شعرك ..وبحب ريحته….خدودك كمان بحبها …
كان يتلاعب بوجنتها الآن …
صب نظراته في نظراتها وأكمل:
-وبحب عينيكي …عينيكي حلوة اووي اووي بجد…
وبحب حاجة تاني بس مش هقولها لأحسن أخدش حيائك …
عقدت حاجبيها بحيرة وقالت:
-هتخدش حيائي ازاي يعني مش فاهمة …ايه الحاجة اللي قصدك عليها …
ابتسم بخبث ثم اقترب من أذنها وهو يهمس لها لتشهق هي وقد احمر وجهها ثم أخذت تضر.به علي كتفه بغضب وتقول:
-أنت متربتش يا ياسين …متربتش فعلا !!
ضحك وهو يحاول إمساك كفيها ولكن لم يستطيع …لذلك تركها تضر.به بينما هو يضحك عليها
……………..

لقد أختفي ليومين …يومين كاملين وهي لا تعرف أين هو …لا يجيب علي اتصالاته ..حتي أنه ليس بالمنزل …كادت تفقد عقلها إلا أن والدها نجدها دون أن يدري وهو يخبرهم أن يوسف قد سافر لبضعة أيام …بعد أن اطمأنت عليه حاولت بجهد أن تتواصل معه ولكنه لا يرد عليها …احيانا يغلق الخط بوجهها …وعندما يمل من إصرارها يغلق الهاتف تماما …هذا جعلها تعيش في رعب …كانت لا تأكل حرفيا …تبكي دوما بسببه وبسبب قسو.ته …ماذا فعلت هي ليقـ سو عليها لتلك الدرجة …معقول رأها مع فؤاد …
وضعت كفها علي قلبها والدموع تتساقط من عينيها وهي تفكر برعب …أنه يمكن أن يكون هذا صحيح …ربما رآها مع فؤاد لهذا هو يعا.قبها…يا لغبا.ئها لقد وعدته أنها لن تراه مرة آخري وقد خلفت بوعدها….رباه ماذا تفعل ….
خرجت من غرفتها لصالة المنزل مقررة أن تذهب لكليتها …ستنتظر أن يعود يوسف ثم تذهب إليه …
-بجد ألف …ألف مبروك يا جو فرحتلك يا حبيب قلبي والله ..
كان هذا كريم الذي يتكلم مع يوسف ببهجة غير طبيعية …تصنمت نسرين مكانها وهي تشعر بقلبها ينبض برعب …لماذا يبارك والدها ليوسف …رباه تتمني الا يكون الأمر كما تفكر !!
ودع كريم يوسف وأغلق الهاتف ….
-بتبارك ليوسف ليه يا حبيبي ..
قالتها نهى وهي تضع الإفطار علي الطاولة …
ابتسم كريم بسعادة وقال:
-يوسف خلاص رجع النهاردة…كان مسافر بلده عشان يشوف عروسه هناك وشكلها عجبته و قرر يتجوز…
تراجعت نسرين بصدمة …شعرت بالدوار وأنها سوف تفقد وعيها …ولكنها تماسكت بصعوبة شديدة وهي تتنفس بعنـ ف …أتجهت الي باب المنزل وقررت الذهاب :
-رايحة فين يا حبيبتي ..
قالتها نهى بحنان لترد نسرين بصوت أخرجته طبيعي بشق الأنفس ..
-رايحة الكلية…
-طيب افطري الاول ..
تدخل كريم لترد هي :
-لا هفطر في الكلية …سلام …
ثم خرجت من المنزل ودموعها تتسابق علي وجنتيها…سيتزوج …كيف سيتزوج!!!كيف يفعل هذا بها …كيف
استقلت سيارة أجرة وقررت الذهاب لمنزله …
….
ثلث ساعة تقريبا وكانت قد وصلت …ترجلت من سيارة الأجرة وركضت الي البناية…وقفت أمام الشقة السكنية وهي تطرق الباب بقوة …فُتح الباب علي الفور ونظر إليها يوسف بجمود ثم ولج للمنزل لتلج هي خلفه…جلس علي المقعد بهدوء فقالت نسرين بإنفعال:
-صحيح اللي بابا قاله …أنت هتتجوز..
نظر إليها ببرود وقال:
-ايوة ..ايه جاية تباركيلي …
-طيب وانا يا يوسف…أنا !!
برقت عينيه بغضب وقالت :
-أنا شوفتك معاه تاني …خلاص يا نسرين احنا ملناش فرصة مع بعض …
أقتربت منه ثم جثت علي ركبتيها وهي تتمسك بكفه
-يوسف أنا اسفة متسبنيش عشان خاطري !!
قالتها وهي تبكي بعنـ ف بينما تتمسك بكفه تجلس علي ركبتيها بينما يجلس هو علي الأريكة …داخله يتأ.لم …لقد خذلته مجددا …اشتعلت عينيه العسلية بفعل الغضب ثم دفعها وقال وهو ينهض:
-خلاص يا نسرين قولتلك اللي بيننا أنتهي …اتفضلي روحي بيتك …
نهضت وهي غير قادرة عن التوقف عن البكاء …كان يتسرب منها …تشعر انها مهد.دة …لا يمكنها أن تخسر يوسف …لا يمكنها أن تخسر أمانها …
-يوسف والله ما هشوفه تاني …سامحني أنا غلطت …يوسف بلاش تنهي كل حاجة بيننا بالشكل ده …بلاش تتجوز انت كده بتحر.ق قلبي !!
ضغط علي اسنانه بعنف …كان غاضب …غاضب بشدة منها امتدت يده وأمسك ذراعها ثم عصره بعنف وهو يقول بحدة:
-قولتلك أمشي من وشي دلوقتي ..أمشي!!
ثم سحبها خلفه وفتح باب منزله ودفعها خارجا لتقع هي علي الأرض …لم يهتم بها وأغلق الباب …كان بكاؤها يمز.ق قلبه ولكن ما فعلته لن يُغتفر بسهولة !!

….
نهضت نسرين وهي ما زالت تبكي كانت تطرق الباب وتقول :
-جو أنا اسفة …عارفة اني غلطت والله …بس ابوس ايديك متنهيش كل حاجة بيننا بالطريقة دي …شوف خد وقتك في الزعل …عا.قبني براحتك …لكن بلاش تتجوز عشان خاطري …جو أنا بحبك أنت والله …أنت أماني …
من الناحية الآخري ..
كان يضع رأسه علي الباب وهو يقول بنبرة مختنقة:
-أنتِ كد.ابة وأنا.نية يا نسرين ..وعدتيني انك مش هتخرجي معاه تاني وخرجتي …كـ سرتي كلمتي …أنا كنت جاي أقابلك …كنت جايبلك هدية واثق انك هتحبيها …كنت جاي أشوفك ونخرج سوا بس لقيتك معاه …كنتِ معاه يا نسرين …أنتِ خا.ينة…
هزت رأسها بعنف وقالت :
-لا يا جو أنا مش كده …أنا مش خا.ينة …
-لا اللي تكون مرتبطة بواحد وتخرج مع حد تاني تبقي خا.ينة …أنا بعاني يا نسرين …بعاني عشان مخسركيش …بعاني وانا بحاول افتح طريق عشان اقدر اطلبك من كريم …بعاني من خوفي لاحسن كريم يرفضني ….بعاني وانا بحبك…ومش ده المقابل اللي مستنيه منك قصاد معاناتي معاكي ..بس خلاص انا نهيت العلاقة دي …كل اللي بيننا انتهي يا نسرين روحي لفؤاد أو غيره أنا ميهمنيش !!
……..
بعد ساعة تقريبا …
عادت نسرين الي البيت وهي محطـ مة …فتحت الباب بالمفتاح الخاص بها لتتراجع فجأة وهي تجد والدها يحاصر نهى في الزاوية ويقبلها …ما أن شعرا بها حتي انفصلا بينما نهى أخذت ترتب من وضع فستانها البيتي وتغلق ازراره ووجهها أحمر من شدة الخجل …
اطرقت نسرين بحزن وولجت الي غرفتها دون أن تنطق بأي كلمة …
-روح وراها يا كريم شكلها متضايقة …
-ماشي هروح شوية المهم كنا بنقول أيه ؟!
قالها بعبث وهو يقربها منه ليقبلها مجددا ولكنها دفعته وهي تقول بحزم ..:
-كريم روح شوف بنتك مالها !!
-حاضر ..
قالها بضيق…

ولج كريم الي غرفة ابنته ليجدها متسطحة علي فراشها ودموعها تتساقط تباعا
جلس كريم بجوارها وقال:
-مالك يا نسرين حصل أيه ؟!
– أنا محدش بيحبني يا بابا …
-ليه بتقولي كده يا حبيبتي …أنا بحبك

-بس أنت عمرك ما حبتني يا بابا .
قالتها بصوت مختنق بينما دموعها لا تتوقف عن الإنسياب…عقد كريم حاجبيه وقال بإرتباك.:
-مين قالك كده يا نسرين ؟!أنا بحبك ..وبحبك أووي كمان…بس أنا مبعرفش أبين مشاعري ليكي …مش عارف أتعامل معاكي …أنتِ عنيدة وعصبية وبتغلطي في مراتي…
أغمضت عينيها بألم وهي تشهق قائلة:
-بس أنت بتعرف تبين.مشاعرك لمراتك …بتهتم بيه وبتدلعها …بتسمعها وبتقرب من ابنها …أنت بتفضلها عليا أنا!
زفر كريم بضيق وقال :
-نسرين نهى مراتي وليها مكانة في حياتي وأنتِ بنتي وليكي مكانة برضه …متقارنيش نفسك بيها …
هزت هي رأسها وهي تبكي وقالت:
-لا يا بابا أنا مليش مكانة في حياتك …أنا مش في حياتك أصلا …هي اللي في حياتك …أنت بتحبها هي هي وبس…مهتم بيها هي …لكن أنا ..أنا مش موجودة أصلا …أنا وهم في حياتك ..أنت مش شايفني يا بابا …مش شايفني …أنا …….
أختنق صوتها وهي تدفن رأسها في الوسادة وتضر.ب عليها بعنـ ف وهي تبكي بشكل أقوي…نظر إليها كريم بعجز …لا يعرف ماذا يفعل وكيف يبرر ما قالته ….كل الذي قالته غير صحيح أبدا …هو يحبها بالطبع هي ابنته…صحيح انه ابتعد عنها قليلا …ولكنه ابتعد لانه لم يعد يفهمها…هي تحولت الي شخصية آخري خاصة بعد زواجه من نهى …ابتعدت عنه وهو حقيقة لم يحاول أن ييتجاوز الحدود التي فرضتها بينهما والوضع ساء عندما بدأت تُعامل نهى بشكل سـ ئ …
-لو سمحت يا بابا سيبني لوحدي شوية ..
قالتها هي بصوت مختنق ليهز هو رأسه دون أي اعتراض ويخرج …
………….
في بيت ياسين ….
-مبسوطة مع جوزك يا بنتي ؟
قالتها والدة ورد وهي تمسك.كف ابنتها …تسألها بقلق علي أحوالها …ابتسمت ورد وقالت:
-مبسوطة يا ماما مع ياسين …وبحب ياسمين أووي كأنها بنتي بالضبط …
نظرت ورد الي ياسمين التي تلعب بعيد عنهما نوع ما بعرائسها …ابتسمت ورد بحب وقالت:
-أنا بحب عيلتي الجديدة يا ماما…بحب ياسمين وياسمين بتحبني وبتعاملني كويس اووي وبتسمع كلامي…وياسين كمان …صحيح عصبي شوية بس حنين وبيعاملني كويس ..
سحبت ورد كف والدتها وقبلته قائلة :
-متقلقيش عليا يا ست الكل …أنا كويسة خالص …وعايشة مبسوطة ومستريحة …وعقلت الحمدلله …حياتي مثالية خالص …راجل محترم وبيعاملني كويس …وبنت بتعاملني زي مامتها وبتسمع كلامي ومش بتزعلني …بيت دافى..هكون عايزة ايه اكتر من كده ؟!…
-يعني أنتِ قدرتي تحبي ياسين يا ورد …حبتيه…
نظرت إليها ورد بتشوش وقالت:
-مش عارفة يا ماما …مش عارفة بجد…
ابتلعت والدتها ريقها وقالت:
-يبقي لسه بتحبي على يا ورد …صحيح لسه بتحبي علي وبتفكري فيه صح ؟!
…..
وأمام مدخل الصالة كان ياسين يقف يستمع إلي الكلام وعينيه تشتـ علان غضبا !!!
…….
في بيت أمير
كانت تقف في المطبخ وهي تقلب الرز …تشكر الله انها تستطيع ان تطهي طعام مصري وهذا بسبب والدتها التي حرصت علي تعليمها كل ما هو خاص بمصر…حقا لولا طهيها لم تكن لتأكل أكل جيد…كانت ستعيش علي شطائر الفول التي يحضرها أمير معه …هل كان يعيش هكذا …المسكين لا عجب انه يحب وجودها معه فهي تطهي له …ترتب منزله وهو ينفق عليها …الأمر بدءا وكأنهم عائلة …وكأنهما زوج وزوجته …ابتسمت للفكرة ولكن سرعان ما مسحت تلك الابتسامة من وجهها وهي تضر.ب رأسها موبخة نفسها وتقول:
-جرا ايه يا بيري أنتِ بتفكري في أيه بس …أمير اصلا لو عرف إني بنت عمره ما هيسامحني …أنا اصلا ضميري بيو.جعني عشان بخد.عه بس الغريبة انه مش شاكك فيا أبدا …واثق تماما إني ولد رغم ان أحيانا بتكلم بصوتي الحقيقي..معقول يكون غـ بي ..
ضحكت وهي تتكلم …أمسكت إبريق الماء السخن ثم وضعته علي الأرز ووضعت الملح ثم وضعت الغطاء علي إناء الطعام ثم أخرجت صينية البطاطا بالفراخ من الفرن وهي تشم رائحتها مبتسمة…وضعتها علي الحاجز الرخامي في المطبخ وكادت ان تجلب الثوم الا أنها سمعت صوت مرتفع وكأن أحدهما يتشا.جر …دق قلبها بخوف وركضت نحو اشياءها كشاربها ولحيتها والشعر المستعار ثم خرجت الي التراس لتري ما الأمر …سقط قلبها في قدميها وهي تري أمير هو من يتشاجر مع أحدهما …وضعت كفها علي صدرها ولمعت عينيها بدموع الخوف …ماذا تفعل …ماذا تفعل …
……
بالأسفل …
كان أمير يمسك الرجل من قميصه ويصرخ :
-أه يا راجل يا **** دي طفلة اللي بتتحر.ش بيها دي …دي قد عيالك يا راجل يا ناقص …يا راجل يا عرة وديني لأقـ تلك….
-ابعد يا أمير واتقي شري…
قالها الرجل بغلظة ليلكمه أمير حتي سقط علي الأرض وصرخ؛
-هتعمل أيه يا حيلتها…ده أنت مش راجل يالا …مش راجل …بتتحر.ش بالبنات الصغيرة …بتستقوي علي الستات يا روح أمك …قوم وواجهني راجل لراجل…قوم يالا ووريني هتعمل أيه ….
-خلاص يا أمير حصل خير يا ابني …
قالها شيخ الجامع وهو يقترب من أمير ويمنعه من أن يفتك بالرجل ….
-سيبني يا شيخ …ده كان بيتحر.ش بواحدة قد عياله …ده مفروض يمو.ت…
-يا بني البوليس جاي دلوقتي متورطش نفسك عشانه …
نهض الرجل بتوتر عندما سمع اسم الشرطة وكاد أن يهرب إلا أن أمير امسكه من قميصه بعـ نف …دفع أمير ثم أخرج المدية من جيبه ووجهها بعنـ ف نحو بطن أمير لتندفع الدماء علي الأرض …
-أمير !
قالتها عبير وهي تبكي ثم فقدت الوعي !!!
……………..
في المساء …
في بيت أم رانيا …
-بيتك متربتش يا حجة …مفيش واحدة محترمة تقل أدبها علي راجلها مهما عمل …أنتِ يا حجة معرفتيش تربي بنتك كويس …هو ده اللي بنحصده لما تبقي البت تربية مرة …
قالها عم رانيا بغلظة لأم رانيا التي عجزت تماما عن الكلام …فقط كانت تنظر للأرض وهي تبكي ….فجأة خرجت رانيا من الغرفة …تنظر اليه ببرود …
-خير يا عمي مين اللي مترباش؟!اصلي سمعتك بتقول الكلام الفارغ ده…
-بتكلم عليكي أنتِ …أنتِ متربتيش يا بت اخويا …لما تقلي أدبك علي خطيبك تبقي متربتيش ..
أمالت رانيا راسها وقالت بنبرة جامدة :
-ولما سيد الرجالة بتاعك يطلب مني أروح معاه لدكتورة عشان يشوفني شر.يفة ولا لا يبقي هو كده متربي ؟!
-حقه …حقه الراجل عايز يطمن …ومادام أنتِ شر.يفة يبقى خايفة ليه يا بت أخويا…اللي بيخاف هو اللي بيكون عامل عملة وعايز يخبيها …
-لا يا حاج اطمن أنا اشرف منك ومن أختك وعيالها …على الأقل أنا مش حر.امية زيك بسرق فلوس عيال أخويا الميـ ت…
-أحترمي نفسك يا قليلة الحيا ..
صرخ عمها وهو ينهض لتضحك بسخرية وتقول:
-خير يا حاج …هي الكلمة و.جعتك ولا أيه …ما أنت فعلا حر.امي ومعندكش شر.ف ولا أمانة …لما كان أبويا عايش كنت بتخاف تبص لعينيه حتي كان عاملك رعب وموقفك عندك حدك …لكن لما مات بدأت تنبـ ح علينا ….
-رانيا …عيب اللي بتقوليه ده !!!
قالتها والدتها بغضب لتكمل رانيا بتشفي عندما رأت وجهه وقد أحمر بفعل الغضب :
-ما دي حقيقة يا أما في حياة أبويا كان زي الكـ لب المبلول بس لما مات بدأ ينبح ….
-أنت فعلا قليلة الحيا …
صرخ عمها وأقترب منها ليصـ فعها ولكن رانيا أمسكت كفه وقالت:
-أنا مش امي يا عمي …مش هسكت على أي قلة أدب هتصدر منك …الزم حدودك وخليك محترم …
ثم دفعت كفه بعنـ ف واشارت الي الباب وهي تقول بوقاحة :
-آخر مرة قابلت ابن اختك تفـ يت في وشه …مش عايزة أبقي قليلة الادب معاك أنت كمان …مهما كان أنت عمي وأكبر مني عيب …روح لأنك متعرفش أنا نفسي أعمل فيك أيه دلوقتي …
هز عمها رأسها وقال:
-براحتك …براحتك خالص يا بت أخوي ..أنا همشي وأبقي اشحتي أنتِ وأمك او امشي في طريق شمال عشان تصرفي عليها لأنك مش هتشمي فلوس ورث أبوكي ابدا …
ابتسمت ببرود وقالت:
-ما قولتلك يا عمي أنا اشرف منك ومن أختك ..ويا سيدي ربنا كريم متخافش علينا …واما بالنسبة للفلوس اللي أخدتها ظـ لم دي هتكون شيلة كبيرة عليك يوم القيامة….لينا يوم نتقابل فيه …قدام.ربنا ..وقتها مش هسامحك يا عمي …حتي لو بينك وبين الجنة أني أسامحك بس ..فأنا أفضل أني اشوفك في النا.ر بس عمري ما هسامحك !!!اتفضل اطلع برا يالا !برا …
خرج عمها وهو غاضب لتنظر والدتها إليها وتقول :
-دي طريقة تعاملي بيها عمك يا رانيا …
هزت رانيا رأسها وقالت:
-ايوة هي دي الطريقة اللي هعامل.بيها أمثاله …كفاية خوف أو ذ.ل …أنا محدش ماسك عليا ذلة يا أما إن كان علي الفلوس فربنا كريم …تغور الفلوس اللي تيجي من وشهم …أنا من النهاردة مش هضـ حي بسعادتي عشان أي حد…حتي لو كان الحد ده أنتِ يا أما
نظرت إليها والدتها بصدمة وقالت:
-بقا كده يا رانيا …
-ايوة كده يا أما …مادام اني حتي لما بضحي بطلع جا.حدة يبقي اخدها من قصيرها ومضحيش ولا أظلم نفسي …ربنا ميرضاش بالظلـ م يا أما…وانا واثقة أن في يوم هيكرمني باللي يستاهلني …
ابتسمت والدتها بسخرية وقالت :
-قصدك علي الدكتور صح ؟!..فاكراه هيبصلك يا موكوسة…فاكراه هيحبك …
-حبني ولا محبنيش مش مهم بس المهم اني واثقة في رحمة ربنا ليا…وعارفة أن ربنا هيراضيني .
………..

-أزاي حضرتك يا طنط ؟
قالتها ليان بإبتسامة لطيفة كعادتها لترد نهر بنبرة ودودة وهي تعانقها :
-حبيبتي ليان كويس إنك جيتي …
ثم ابتعدت لتنظر إليها ليان وترى الحزن بعينيها وقالت:
-مالها نسرين يا طنط؟
تنهدت نهى بحزن وقد ترطبت عينيها بفعل الدموع تأثرا بما يحدث لها وقالت :
-والله ما أعرف يا بنتي …من الصبح وهي حابسة نفسها في اوضتها وبتعيط …والدها اتكلم معاها شوية بس برضه مرضاش يقولي مالها ومن وقتها قافلة علي نفسها أخدت مني الأكل بالعافية بعد ما فضلت ساعة اترجاها تأكل…أنا خايفة عليها يا ليان …أنتِ زي أختها وكمان أكتر وأقرب ليها.مني ومن والدها ..معلش ممكن تشوفي مالها وطمنيني عليها يا بنتي …أنا خايفة أووي يكون حصل معاها مشكلة او تكون في مرحلة اكتئاب ولا حاجة …شوفيها يا ليان ولو هي حابة تروح تبات معاكي النهاردة انا هقنع كريم ….بس طمنيني عليها ..
ابتسمت ليان بلطف لتلك السيدة الفاضلة …لا تعرف لماذا تكر.هها نسرين …تلك المرأة حقا تمتلك.قلب ذهبي …هي عطوفة بشكل لا يُصدق…
ربتت ليان علي كتفها وقالت:
-حاضر هروح اطمن عليها …أنتِ بس متقلقيش عليها هي أكيد متضايقة من حاجة وانا هعرفها …هي في أوضتها صح.؟!
هزت نهى رأسها لتذهب ليان الي غرفتها مباشرة …طرقت الباب وقالت بصوت مرتفع نسيبا :
-افتحي يا نسرين ..
لم تمر لحظة الا وفتحت نسرين الباب واندفعت بين ذراعي ليان وهي تعانقها بقوة بينما الدموع تطفر من عينيها …نظرت نهى بشفقة الي حال تلك الفتاة وقلبها أعتصر من الأ.لم …لا تتحمل ان تري نسرين في تلك الحالة …تنهدت نهى وقررت ان تبتعد وتدخل المطبخ كي لا تنحرج نسرين عندما تراها …
-بس بس أهدي حصل أيه ؟!
قالتها ليان بقلق وهي تضم نسرين أقرب إليها …كانت صديقتها تتأ.لم وهذا يزعجها كثيرا !!!
-أنا محتاجاكي يا ليان …محتاجاكي أووي …
قالتها نسرين بصوت مختنق لتتنهد ليان وتقول:
-وانا معاكي يا نسرين …معاكي دايما متخافيش
ابتعدت نسرين وهي تمسح دموعها وقالت بصوت مبحوح :
-خلينا ندخل جوا عشان معرفة نتكلم براحتنا
هزت ليان رأسها ودخلت معها الغرفة ….
جلست ليان علي فراش نسرين وقالت:
-ها قولي مالك ؟!
-ليان…ليان ..
قالتها نسرين ثم أجهشت بالبكاء …شدت ليان علي كفها وقالت:
-طيب ممكن تهدي عشان تعرفي تتكلمي …يا بنتي قوليلي مالك …ايه اللي حصل بالضبط ومخليكي بالحالة دي …
-جو سابني يا ليان …سابني وقرر يتجوز …
-أيه ؟!!
قالتها ليان بصدمة لتهز نسرين رأسها ثم بدأت تقص ما حدث وهي تبكي …
بعد أن انتهت تعالي نشيجها أكثر وغطت وجهها بكفيها وهي تنخرط في بكاء مرير …تنهدت ليان بتعب وجذبتها إليها ثم ضمتها …لقد أخطأت نسرين … أخطأت كثيرا ولكن ليان لن تحكم عليها بل ستنصحها كالعادة وستساعدها علي تجاوز يوسف …
-قلبي وا.جعني أووي يا ليان…حاسة أني همو.ت…
-يا حبيبتي بعيد الشر عنك متقوليش كده …تغور اي حاجة المهم أنتِ ..
أبعدها قليلا ثم بدأت تمسح دموعها برفق وقالت:
-خلاص بطلي عياط …أنتِ بصراحة غلطتي يا نسرين…
هزت نسرين رأسها وقالت:
-أيوة صح غلطت …ومن حقه يعا.قبني بس مش ينهي اللي بيننا بالشكل ده …
-عندك حق …
قالتها ليان بتعب ثم شدت علي كفها وقالت:
-يالا البسي أنا جيبتلك فستان معايا هنلبس عشان هنروح حفلة عيد ميلاد جيجي..
هزت نسرين رأسها وقالت:
-روحي أنتِ يا ليان ..بجد معنديش نفس أروح حتي ..
هزت ليان رأسها وقالت:
-نو يا بيبي مستحيل اسيبك تقعدي تعيطي هنا …قومي يالا معايا …ده أمر …
ثم ساعدتها علي النهوض وقالت:
-أوعدك أنك النهاردة هتنسي يوسف…يالا ألبسي يا بيبي
……
في احدى النوادي.الفاخرة والتي كانت صديقة ليان تقيم فيها حفلة عيد ميلادها …
كانت ليان تسحب نسرين داخل النادي ووجهها مبتهج …تلك الاجواء تعجبها كثيرا وتغير من مزاجها …
وبطبيعة الحال كان موسى معها ….
يمشي خلفها وعينيه مثبتة عليها …يحب الأمر عندما تضحك …ضحكتها جميلة مثلها …هو يعشق ضحكتها تلك …تمنى في تلك اللحظة ان تظل تضحك هكذا دائما …
-جيجي كل سنة وانتِ طيبة يا روحي …
قالتها ليان وهي تعانق صديقتها ثم تقدم لها الهدية …ونسرين فعلت المثل ثم بدؤا ينسجمون في الحفل ….كانت الاجواء مبهجة …فعلت ليان المستحيل لتبهج صديقتها …كانت تمسك يديها وترقص معها احيانا …تطعمها الكعك رغما عنها احيانا آخري…تدغدغها حتي يتعالي اصوات ضحكاتها ..كانت تنشر السعادة في المكان كي تساعد صديقتها…فنسرين تستحق ان تكون سعيدة …
كان موسى ينظر إليها وابتسامة نادرة علي وجهه …يري ليان تفعل المستحيل لإسعاد صديقتها …هو حقا يقف مذهولا أمام تلك الفتاة …عطاؤها دائما بلا حدود ..تفعل المستحيل لتسعد من حولها …كان عاجز عن أشاحة نظراته عنها وكأنه مسحو.ر…أو ملعو.ن بلعـ نة أن يظل ينظر إليها الي الأبد …
فجأة تلاحمت نظراتهما …لم يشيح هو بعينيه ولم يمسح الإبتسامة من وجهه بل ظل ينظر اليها وهو مبتسماً…
اشاحت بنظراتها وأعطت كل اهتمامها بصديقتها بينما كان بمقدورها أن تسمع دقات قلبها العالية …ابتسامته تلك زلزلته من الداخل …
فجأة صدحت في المكان أغنية ليان ونسرين المفضلة …
-شاهين !
قالها الاثنان في نبرة واحدة ثم بدؤا الغناء سويا من الأغنية

بيبي عادي It’s okay
هاتي البُكى وخدي البوكيه
قلبك أبيض كوكين، يامّه
It’s okay
بيبي عادي It’s okay
هاتي البُكى وخدي البوكيه
قلبك أبيض كوكين، يامّه
يامّه، ضلمة
بخور نهدي أعصابنا
بينا نلف، نتسرمح
مش لازم يتصلح اللي باظ
مش إنهاردة لا، لا، لا
مش لازم أغير العالم إنهاردة
عادي مش طالبة، لما أفضى
أسف أنا عندي ارتباطات
عندي إستعباط
عندي معاد مع إرتخاء الأعصاب
عندي تاتو، قالولي هتروح النار
عندي مشوار
رايح أجيب لأمي غسالة أطباق
عندي غسيل
عندي بعدها بالليل في تسجيل
عندي كارير
عندي أغاني تتكتب عشان أعرف أدفع فواتير
عندي من البؤس كتير في الحصالة
والضحك بييجي هنا بالقطارة
تيجي تسوق مكاني، تمسك الطارة
مفيش أسفلت، الظلط يعطلك
وأنا دايمًا دايمًا بالليل
دماغي تقسم فريقين
يعاركوا بعض كاراتيه
لكن تقريباً دول النفسين، فا
It’s okay
بيبي عادي It’s okay
هاتي البُكى وخدي البوكيه
قلبك أبيض كوكين، يامّه
It’s okay
بيبي عادي It’s okay
هاتي البُكى وخدي البوكيه
قلبك أبيض كوكين، يامّه
عواطفي قامت صحيت من الموت، ياه
ببقى معاكي سنيور، ياه
وساعات ديناصور، ياه
بس عادي It’s okay
فتحولي ورق التاروت، ياه
Yah, G.O.A.T قالولي أنت الـ
حسيت إني كروديا
أنا كروديا ولا ايه؟
يأذوك ويقولوا آذينا
واحنا على الله بنرميها
مفيش بشر تمشينا
بيبي أنا هركليز وأنتِ زينة
ما نسألش الحيطة تدارينا
ولا عتمة ليل تخبينا
ومحدش عايز منا حاجة
شقينا فبندلع نفسينا
عقرب أنا، بس مش هأذيكي
هدلعك وهتغزل فيكي
همتعك وأنا بغني
تيرا، تيرا، تيرا، تارا، تي
سيبك منهم، سيبك
دول كلهم كليشيه
Siri بيفكروا زي بعض
بس عادي بيبي It’s okay
It’s okay
..
…………
في طريق العودة …
كان موسى يقود السيارة بينما ليان ونسرين يتضاحكان سويا …نظرت نسرين الي صديقتها بإمتنان …فليان استطاعت أن تخرجها من تلك الحالة السيئة التي كانت بها …
-شكرا اووي يا لي لي …شكرا بجد ..
قالتها نسرين وهي تضمها لتقول ليان بحب:
-أنا اختك متقولي….آه …
صرخت فجأة بصدمة عندما توقفت عربية جيب سوداء أمامهم….
اخرج موسى سلاحه وقال بصراخ :
-وطي يا ليان ومتخرجيش من العربية …
ثم حاول أن يتراجع بالسيارة إلا أن أنطلقت الرصاصات علي عجلات السيارة الفارهة لتصرخ كلا من ليان ونسرين بفزع ….اقترب ثلاث رجال أقوياء من السيارة وفتحوا الباب بعنف مخرجين ليان …صرخت ليان ليقترب موسى وهو يلتحم معهم…أصاب أحدهما بطلق نا.ري وأمسك ليان وجعلها خلفه بينما يلهث بعنـ ف …ضر.ب الآخر بسرعة بسلاحه أما الاخير استطاع أن يلكم موسي حتي وقع علي الأرض وأمسك شعر ليان التي تصرخ …
نهض موسى بسرعة والتحم.مع الرجل حتي أسقطه أرضا ….فجأة رأي عوض يخرج من السيارة ويصوب سلاحه نحو ليان …
-ليان !!!
صرخ موسى وهو يدفع ليان بعيدا لتستقر الرصاصة ببطنه …وقع علي الأرض وهو ينز.ف بقوة بينما اقترب عوض من ليان ثم صفـ عها بقوة حتي وقعت علي الأرض ورفع السلاح عليها …اتسعت عيني موسى وتساقطت دموعه وهو يرى ليان في خطـ ر وولا يستطيع إنقاذها !
هو عاجز عن الحركة …أنه يخسر المرأة التي يحبها…سيخسر مرة آخري وسيكون الأ.لم هذة المرة أصعب من الأولي …اغمض عينيه وهو يبكي …لا يتحمل ان يراها تمو.ت …لن يتحمل ان يري حبيبته تُسلب مرة آخري من بين يديه …
وشهقة مريعة انطلقت منه عندما سمع صوت الرصا.ص!!
يتبع

صفحتنا علي فيس بوك

تحميل تطبيق لافلي Lovely

رواية اين انا الفصل الثاني والعشروين 22 بقلم ضحي ربيع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى